الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

اخر حدود الحريه

انا واصدقائي الاثنين في يوم ضيق نفس تافه في مساء ليل يائس على مدرجات ملعب كره القدم كان معنا كميه كبيره من المكسرات ومشروبات غازيه وبعد استهلاك الطاقه الكهربائيه كلها من حاسوبي المحمول تفرغت لمشاركتهم في التفكير معهم لقضاء يوم غد الى ان بدات الافكار تسرد بسهوله وفي وقت سريع الى ان اتخذنا القرار بعد خلاف قوي كالعاده الى اين. وبداوا يشعلون السجائر التي كانوا يحملونها بايديهم عند النقاش الى انني لم احملها.
وقد جاء اليوم التالي الذي لم نعطه اهتماماً في البدايه لان الخطه كانت تتطلب مشياً على الاقدام فقد كان هذا افضل لانها تشعرنا بالغموض وبالمرح في استكشاف نهايات المسافات وفي سيرنا في بدايه الطريق بدانا نتحدث وبدى النقاش حامي الوطيس. تحدثنا في كل شيء في السياسه والادب والثقافه ومواضيع اخرى لن اذكرها. كنا كالاشباح من تله وبعد ساعه لاخرى. مشينا طويلاً وطويلاً كنا نشق طريقنا نحو الغرب في الجبال وقممها. وكانت الشمس تبدو وكانها نعسانه وتظهر وتختبيء خلف تلك الجبال والتلال والهضاب وتقافزنا على الصخور وبين الاشجار. فقد كنا نخترق المسافات التي كنا نراها بعيداً في بدايات الطرق.
اكلنا اللوز المعطر برذاذ المطر والمنتعش بهواء اعلى القمم. وعلى مستوى الاقدام كان الزعتر يترامى على التلال والهضاب وقنابل غاز فارغه ورائحه الزعتمانه تفوح بعد كل لحظه واخرى في الاجواء النقيه التي لا غبار فيها والورد المتفتح بالوانه المختلفه مع الشوك المزهر يشكلان منظراً في الجبال عندما يهب النسيم فجئه وتتطاير بعض اوراق الورد مع الروائح الرائعه وكانه العنفوان فتطلق العنان لتلك الحظات. تشعر وكانك اتيت من تلك المسافات الى هنا مكمن الطاقه.
مشينا في الاحراش المعتمه تحت شجر السنوبر والسرو مناطق مقتظه واخرى ترى السماء بوضوح اما الارض كانت مفروشه بالعشب واوراق الشجر وتلك الصخور البيضاء لا فرلغ فيها كان هناك طيوراً في الاشجار على اغصانها سمعنا صوت ضربات اجنحتها يبدو انه عراك بينها. وبعدها يشد انتباهي اليه فاراً بري كبير قفز من على جذع الشجره ولونه بني احمر.
حتى اننا راينا ظبعاً وفرحنا بعد الدهشه والخوف من وقع المفاجئه فقد كانت المره الاولى التي نرى فيها هذا النوع من الحيوانات حقيقياً امامنا وبمسافه قريبه جداً لا تتجاوز 60 قدماً الى انه لاذ بالفرار في العمق بين الاشجار لحقنا به مسرعين وتوغلنا في عمق تلك الاحراش وتوقفنا فجئه بعد ظهورنا في العراء فلم يتبقى شجراً امامنا. مشينا الى الامام لخطوات قليله بصمت دون حديث فقد كانت اعيننا تتكلم. كنت احمل بيدي حجراً وعصى رميتها بعد ان القوا بحجارتهما ووضعت يداي على السياج الشاهق ونظرت. امامنا الهاويه وتحتها الساحل الاكبر المتقسم بالسهول والحقول تشعر وكانها اخر حدود العالم وما تراه هو عالم اخر ليس لك وبحركه من راسي التفت فارايت عموداً حديدياً طويل تملئه الكاميرات فتركت ذلك السياج القبيح.
كانت لحظه لدقائق الا انها لا توصف حتى بمجلدات ولكنني ساقول فقط بان الاكتئاب في تلك الحظات قد سيطر علي. كنا هناك في الظهيره الى اننا عدنا بعد المساء فقد كانت اخر حدود الحريه. 

هناك تعليقان (2):

  1. رائعه ، ادخلتني مدونتك بين سطورها وكانها تتحدث عني بالتوفيق انشاءالله

    ردحذف